الريسوني يختطف زوجة الملياردير
في بداية القرن العشرين،
كان المغرب يعيش على بركان التمردات، وبينما كان المتمرد بوحمارة يبسط سيطرته على
مناطق واسعة من وسط المغرب ومنطقة شمال وشرق الريف، كان مولاي أحمد الريسوني
الحاكم شبه المطلق في مناطق جبالة، ولا شيء يقف في طريقه حتى أعتى الدول الأوروبية
كانت ثورة الريسوني في حاجة إلى الدعم والمال، وكان قصر
بيرديكاريس في بطن غابة موحشة صيدا مثاليا. كان الملياردير الأمريكي-اليوناني
يعتقد أن ماله وجنسيته وشهرته ستحميه من أي شيء، وكان الريسوني لا يعترف بأي شيء
من كل هذا، لذلك، وفي أحد أيام شهر ماي من سنة 1904، أغار الريسوني ومقاتلوه على
غابة الرميلات، وفي لمح البصر اختطفوا زوجة بيرديكاريس وابنه كرومويل، ثم اختفوا
وكأن الأرض ابتلعتهم
لكن الغريب هو أن زوجة الملياردير اليوناني استحلت
الاختطاف، وأعجبت بالريسوني إلى حد أنها قالت إن هذا الرجل ليس زعيم عصابة ولا
قاطع طريق، بل إنه مقاتل من أجل وطنه وكرامته، وأنه يدافع عن قومه ضد الجبروت والطغيان
ومن يشاهد الفيلم الشهير «العاصفة والأسد»، الذي لعب فيه
الممثل الإنجليزي الشهير سين كونري دور الريسوني، سيدرك سر ذلك التعاطف الكبير
الذي أحست به المرأة المختطفة تجاه خاطفها، وكيف كان يحميها كما لو كان يحمي زوجته
أو ابنته. ربما أحبته وأحبها، وربما كان فقط ملتزما بمبادئ الرجال النبلاء تجاه
مخطوفيهم، لكن القضية في البداية والنهاية هي أن المخطوفة تعاطفت مع خاطفها ولم
تندم أبدا على أيام الاختطاف.. وربما تمنت أن تطول
لم تنفع مع الريسوني كل تهديدات الأمريكيين والإنجليز،
وكان يواجههم بكثير من الكبرياء والاعتزاز بالنفس. كان هذا الرجل الجبلي داهية،
ومرغ أنف دولتين كبيرتين في التراب. وكان الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت بنفسه
معجبا بشجاعة الريسوني، وكان يريد رأسه في النهاية .